أنقذهم من الموت ليغرق

كان الشهيد عثمان سباحآ ماهرآ وغطاسآ فذ صنع بطولاته بذراعيه

وسقا هوايته بماء دجله القريب من داره الواقعه بالأعظميه لتنمو

تلك الموهبه ولتكبر الطموحات فكان يتمرن على ضفاف دجله بشكل مستمر

وصار معروفآ في بلدته بأخلاقه الدمثه وبأنجازاته المحليه...

كانت الطائفيه تضرب كالأعصار هنا وهناك وكان الأرهاب شبح مخيف يتسلل

الى كل شخص وبيت ودائره لايعرف ولايعترف بأحد...

كنا نطحن بين رحا الارهاب والطائفيه وكانت الاصوات الشريفه تتصاعد

في كل مكان مناديه بوحدتنا بتماسكنا بثباتنا بضبط النفس...

وكان صوت عثمان واحدآ من تلك الأصوات التي حملت على عاتقها وحدتنا

فكانت نتيجة ذلك شهادته وأين؟؟؟

بذلك النهر الذي أحتضنه منذ صغره...

ففي تلك الزياره التي يتجاوز عدد وافديها النصف مليون زائر

لأحياء ذكرى وفاة الأمام موسى الكاظم في مدينة الكاظميه

كان جسر الأئمه الذي يربط الأعظميه بالكاظميه مسرحآ لتلك المأساة

التي أودت بحياة اكثر من الف زائر تساقطوا كتساقط الفراش من على

متن الجسر أثناء عبورهم سيرآ على الأقدام من جانب الأعظميه

عندما حوصروا بكتل كونكريتيه وضعت هناك لتفتيش المركبات ولم ترفع ؟

كان كل شيئ يسير بصوره طبيعيه قبل أن تبث شائعه بوجود سياره

مفخخه تنتظرهم بعد نزولهم الجسر..

هناك وفي ظل تلك الأشاعه حدث تدافع مهول لتلك الكتله البشريه

محاوله الرجوع عكس التيار البشري المتلاطم على متن الجسر الضيق

أدى ذلك التدافع الى سقوط سياج الجسر الحديدي لتتهاوى معه أعداد

لاتحصى من شيوخ ونساء وأطفال وشباب الى نهر دجله

وسط تلك الكارثه الانسانيه وأصوات الأستغاثه وبكاء النساء

ودوي صافرات سيارات الأسعاف

غاص عثمان بعيدآ عن عيون الناس ملبيآ نداء وطنيته الحره

لينقذ الواحد تلو الآخر من الذين لاحول لهم ولاقوه

هو وأبناء الأعظميه الغيارى تناخوا وعصبوا على رؤوسهم عصابة

الغيره العراقيه..

لم يأبه عثمان بأستنزاف طاقته فصوت غيرته كان دويه يملأ أرجاء

جسده الذي أنهكه التعب وهو يحمل الغرقى على ظهره الشامخ

بعد غوصه الأخير في نهر دجله...

ضعف عثمان على حمل جسده المنهك لضفة الأمان...

فغرق بعيدآ عن عيون من أنقذهم...

كان وداعآ حزينآ بين عثمان ودجله...

مضى بخفي حنين...

ولم يترك خلفه من أثر يدل عليه...

آثر على نفسه أن يعيش ويتركهم يموتون...

فما كان منه الا أن يموت ليعيشون...

مضى عثمان للقاء ربه بفخر...

أن كان من يحيي نفسآ فكأنما أحيا الناس جميعآ..

فعثمان قد أحيا اكثر من خمسة أنفس..

رحم الله الشهيد عثمان وأسكنه فسيح جناته

شكرآ قصة مؤثرة للغاية

دمت بخير

تقبل تحياتي

مشكورة على المرور

» ما هو الموت الدماغي....................
» صراع الموت
» نجت عائلة من الموت لأنها سمعت لغة الطيور
» قصة أبو فهد بلسان صديقي:لا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر