بالخط العريض (( إصلاح المعارضة))

يبدو
أن عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي التي تسير بوتائر عالية لإشراك
الجميع في بناء الوطن، بما في ذلك المعارضة، تحتاج من المعارضة إصلاح
ذاتها، لأن النتائج لن تكون على مستوى الطموح إذا لم تقم المعارضة السورية
بإصلاح ذاتها..
وعلى
اعتبار أن قانون الأحزاب، وقانون الانتخابات وغيرهما من أطر قانونية
وتشريعية، إضافة إلى أبواب الحوار الوطني التي شرّعت أمام جميع أطياف
المجتمع السوري وانتماءاته السياسية... كل ذلك يشير بوضوح إلى أن عملية
المشاركة الحقيقية في بناء الدولة باتت مسؤولية الجميع، وسيحصل كلٌ على ما
يناسب تمثيله في مجلس الشعب القادم... ‏
وهذا
ما يجب أن يدفع المعارضة السورية في الداخل والخارج إلى مراجعة جذرية تحقق
عملية إصلاح حقيقية وإلى عملية فرز يتم بموجبها تعرية الكثير ممن تلطوا في
ظل المعارضة، وهم ليسوا إلا فارين من وجه العدالة حيث تسللوا إلى خارج
القطر هرباً من أحكام قضائية ومن أفعال جرمية مشينة، ونصبوا أنفسهم كناطقين
باسم المعارضة، أو كناشطين حقوقيين، مع أن أفعال بعض هؤلاء دفعت أبناءهم
وأسرهم للتبرؤ منهم إلى يوم الدين.
إن
أمثال هؤلاء الذين باتوا يمتطون منابر فضائيات الفتنة، ويكيلون السباب
والشتائم والتهديد والوعيد لمن يخالفهم الرأي ولا يشترك معهم في تسويق
المؤامرة الخارجية على سورية، لا يسيئون إلى المعارضة السورية فقط وإنما
يسيئون للشعب السوري بجميع أطيافه. ‏
لقد
بات من الضروري الآن أن تسعى المعارضة السورية -ذات الصبغة الوطنية، التي
باتت الأبواب أمامها مفتوحة للمشاركة الجادة في بناء سورية التعددية
الديمقراطية- إلى عملية توصيف دقيقة يتم التفريق من خلالها بين المعارض
الحقيقي الذي يسعى لبناء بلده وفق أسس صحيحة وبين الخائن والمتآمر الذي
يسعى لتقويض كل ما تم بناؤه في سورية عبر العقود التي أعقبت الاستقلال... ‏
لقد
كشف شعبنا عبر الأشهر الماضية كل من يتقمص ثياب المعارضة للتستر على ماضيه
المشين، وأصبح هؤلاء معروفين بالاسم، لكن ذلك لا يعفي المعارضة الوطنية
الشريفة من تسمية هؤلاء بمسمياتهم ذلك لأن الوطن الذي يحتاج إلى كل أبنائه،
يحتاج أيضاً إلى عزل وتعرية وفضح من يتآمر عليه. ‏