لقد بات
مصطلح" الربيع العربي " المطرقة التي تطرق رؤوسنا صباح مساء , عبر قنوات
التضليل الإعلامي , نتناولها مع وجباتنا اليومية حتى أصابنا الغثيان , و
هذا المصطلح البراق الذي عملت على تسريبه إلى عقولنا , أدوات الإعلام
الرخيصة و المجندة لتنفيذ مشروع الشمطاء كوناداليزا رايس , المسمى " شرق
أوسط جديد " تذوب فيه القوميات لحساب الدويلات الدينية الهشة و الصغيرة ,
لإعطاء المشروعية للكيان الصهيوني كدولة يهودية , يكون فيها هذا الكيان
القوة الكبرى و المسيطرة على ما يسمى الشرق الأوسط , و قد انجرف الكثير من
العرب عن قصد أو دون قصد , في تبني هذا الشعار , أملا في الربيع الذي تضوع
منه رائحة الزهور و الرياحين , ليكتشفوا متأخرين بأن الرائحة الوحيدة التي
تنبعث مما يسمونه ربيعا , هو رائحة الدم.
فأي ربيع يتحدثون عنه سيزهر عبر قتل الأخ لأخيه؟؟
و أي ربيع يعدوننا به يقوم على تفتيت الأرض و نهب خيراتها؟؟
و ما نراه
اليوم في الدول التي تروج قنوات الفتنة لانتصار ما يسمى " ثوراتها " عبر
الفوضى و القتل وشل الحياة العامة و التدهور الاقتصادي و الاجتماعي.
فأي حصاد يرتجى من مواسم هذه الثورات المصنعة في مطابخ الاستخبارات الصهيو امبريالية !!!
وحدهم السوريون
, الذين أدركوا باكرا حجم الخديعة و حجم المخطط و تصدوا له ببسالة ,
صانعين ربيعهم الخاص , المصنع في بيتهم السوري , على أيادي طباخين مهرة
, كتب وصفتها أجدادنا , قادة الثورة السورية الكبرى , من سلطان الأطرش
إلى صالح العلي , و تمسك بها أحفادهم الوطنيون والرافضون لكل السموم
الواردة من الخارج الهادفة إلى النيل من استقلالنا ووحدتنا الوطنية .
الربيع السوري يا أشقائنا العرب , مكوناته ذاتية وبذوره وطنية وتربته مجبولة بدم شهداء الاستقلال و حصاده العزة و الكرامة .
لقد أدركت
قيادتنا السياسية , حاجتنا للإصلاح , ولم تتأخر بالاستجابة لكل مطلب محق
, و أصدرها حبيبنا الشاب بشار حافظ الأسد , بحزمة كبيرة من القوانين ,
ستنقل سوريا نقلة حضارية آمنة , ترفع من مستوى حياتنا و تصون أمننا و
استقرارنا , فكانت قوانين التعددية الحزبية و الإدارة المحلية و الإعلام و
تغيير الدستور انجازات يغبطنا عليها المحبون , ويحسدنا عليها الحاسدون ,
و المشاهد اليوم لشوارع المدن السورية التي تغطيها صور المرشحين لعضوية
مجلس الشعب تلفهم أعلام الوطن , يدرك بأن ربيعنا السوري قد أزهر و إن
حصادنا سيكون مباركا .
وجنون الحاسدين
وهم يرون نجاحاتنا , نراه اليوم في شوارعنا عبر أدواتهم الرخيصة , التي
تزرع العبوات المتفجرة , التي تنفث حقدهم الأسود في أرضنا المباركة .
و لكننا نحن
السوريون نقول لهم وبإصرار من لا يخشى شيئا " موتوا بغيظكم " فربيعنا
صنعناه بأيدينا , ونحن من سيقطف الجنى , ولن تنالوا بحقدكم غير الخيبة و
الخسران .
و لأحبتنا ,
الذين سقطوا بأيدي حقدكم الأسود , نقول لهم: مباركة لكم الشهادة و مبارك
لأطفالكم , المستقبل الواعد الذي سطرته دماءكم الزكية , و أراكم في علاكم
, تبسمون هازئين بقاتليكم و فرحين بزهور دمائكم الخيرة .
عشتم أحرارا , و انتقلتم إلى العلى شهداء , فهنيئا لكم ما عشتم وهنيئا لكم مثواكم .
صنعنا معكم , ربيعنا السوري , وصنع الأعراب خريفهم الطويل